skip to Main Content

في الحياة، ستواجه الكثير من الأحكام والألقاب. قد يتم وصفك بـ”المجنون” لأنك ترى الأشياء بطريقة مختلفة عن الآخرين، وقد يعتبرونك “متشددًا” لأنك تعيش مشاعرك بعمق وتمنح نفسك الإذن بالشعور الكامل. ستسمع أيضًا من ينعتك بـ”الأناني” لأنك تعلمت أن تعطي الأولوية لنفسك وتدرك أنك أهم شيء في حياتك. لكن هذه الأحكام ما هي إلا انعكاس لمخاوف من حولك، وليست دليلًا على خطأك.

عندما تعيش وفق قيمك ورؤيتك الخاصة، ستواجه مقاومة. التغيير والخروج عن المألوف يخيف البعض لأنهم يشعرون بالتهديد من أي شخص يكسر القواعد غير المكتوبة التي اعتادوا عليها. من السهل أن يُطلق الناس الأحكام بدلاً من محاولة فهم الاختلاف. هذا قد يشعرك بالعزلة في البداية، لكن الصمود على طريقك هو ما يصنع الفرق.

من المهم أن تتذكر أن الأحكام ليست بالضرورة حقيقة. غالبًا ما يصدر الآخرون أحكامهم بناءً على مخاوفهم ومحدودياتهم الشخصية. أن يتم وصفك بالمجنون لا يعني أنك مخطئ؛ بل قد يكون إشارة على أنك ترى ما لا يستطيع الآخرون رؤيته بعد. النجاح يبدأ من الرؤية، والرؤية تبدأ من الشجاعة للخروج عن المعتاد.

العيش بعمق وشعور كامل هو مهارة لا يمتلكها الكثيرون. البعض يخشى المشاعر العميقة لأنها تجعلهم يشعرون بالضعف. عندما تكون قادرًا على احتضان مشاعرك وتعيشها بكل صدق، قد يعتبرونك متشددًا. لكن هذا التماسك العاطفي هو ما يمنحك القوة للاستمرار في مواجهة الصعوبات.

تحديد الأولويات الشخصية والاهتمام بالنفس قد يُنظر إليه من قبل البعض على أنه أنانية. لكن في الواقع، لا يمكنك أن تكون مفيدًا للآخرين أو ناجحًا في حياتك ما لم تهتم بنفسك أولًا. أنت الأساس، وعندما تكون قويًا من الداخل، يمكنك تقديم المزيد للعالم من حولك.

قد تمر بفترات تشعر فيها أنك وحيد في رحلتك، ولكن كن مطمئنًا أن كل خطوة تخطوها بثبات نحو أهدافك هي خطوة نحو تحقيق شيء عظيم. الاستمرارية والثبات هما ما يصنعان النجاح الحقيقي. عندما تبقى مخلصًا لرؤيتك، ستجد أن النقد يتحول إلى احترام بمرور الوقت.

في النهاية، الأشخاص الذين أطلقوا عليك الألقاب وحكموا عليك سينظرون يومًا ما إلى إنجازاتك وسيقولون “شكرًا لأنك كنت مختلفًا”. النجاح الذي يتحقق من خلال البقاء صادقًا مع نفسك هو ما يلهم الآخرين ويغير نظرتهم.

استمر في رحلتك دون خوف، واحتضن كل الألقاب التي تُطلق عليك بفخر. هذه الألقاب ليست سوى دليل على أنك تتحرك في الاتجاه الصحيح. كن ثابتًا على نفسك، لأن العالم يحتاج إلى أشخاص يملكون الشجاعة ليكونوا على طبيعتهم الحقيقية.

م. رامي مكي

استشاري أعمال

Back To Top